لن يأخذوني يا أمي
كان هذا الحوار فى مد ينة أرقون
عاد الشبل إلى البيت متأخرا كالعادة فقد كان يساعد المجاهدين في الترصد ووضع الألغام ، وعندما عاد في هذه الليلة كان قلب الأم الحنونة يخفق بشدة ويشعر بأن شيئاً ما سيحدث ، نقلت الأم الحنونة هذه الأحاسيس إلى شبلها الصغير وطلبت منه أن ينام خارج البيت وقالت يا بني إنني أخشى أن يشاهدك الغزاة في البيت فيأخذوك فاذهب إلى بيت أحد أقربائك لتنام هناك ، فقال الابن متوكلاً على الله : لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، لن اذهب إلى أي مكان يا أماه .
وفي صباح اليوم الثاني إذا بأحاسيس الأم لم تخب فلقد جاء الغزاة الحاقدون ليأخذوا ذلك الشبل الذي سمعوا عنه الكثير .
دخل الغزاة الغاصبون إلى البيت بأجسام البغال وأحلام العصافير ونادى هؤلاء الحاقدون أين فلان (أي الشبل) فقال أنا من تريدون وعندما رأوه لم يكد الجنود أن يصدقوا.....!
هل لأجل هذا الصغير تتحرك هذه القوات ..! ؟
ومن اجل هذا الصغير كنا نخطط ..!
فاحتمل أحدهم الشبل من قفاه و الأم تنظر و تقول لماذا يأخذوك؟ وما ذنبك يا بني؟ ....
فقال الشبل بكل سكينة و إباء : ذنبي أنني أقول ربي الله وديني الإسلام وطريقي الجهاد ، ولكن لاتخافي يا أماه إنهم لن يأخذوني بإذن الله وكان الشبل ضاما يديه الصغيرتين إلي صدره ويحدث أمة بهذا الحديث والغزاة يحملونه ويخرجون به والأم تتعجب لشبلها كيف يقول هذا الكلام وبهذه الثقة..!
وعندما خرج الغزاة الحاقدون من باب الدار وهم يحملون ذلك الشبل البطل إلتفت الشبل يمينن و يسارا
وإقترب بعض الضباط و الجنود لينظروا لمن أتوا لأخذه وإذا به شبل صغير ضاما يديه إلي صدره وقدماه ليستا على الأرض فأحدهم يحمله من قفاه .
وعندما رأي الشبل أنهم اجتمعوا حوله ألقى ما في يديه فإذا بهما قنبلتان ، انفجرتا انفجاراً قوياً
فقتل بهما ضابطان وجندي ، وجرح آخرون ، وأصيب هو بجراح بالغة وبدأ يتشحط بدمه ويذكر الله ، فأطلق علية الغزاة الحاقدون وابلاً من الرصاص حتى فارق الحياة شهيدا بإذن الله .
هنا فهمت الأم الحنون كلامه بأن الأوغاد لن يأخذوه ولكنهم أخذوا جسده الطاهر ليثبتوا لقادتهم أنه لا يمكن مقاومة هذا الشعب الأبي !!
وليتعلموا من هذا الشبل معني العزة والفداء ..!!
ولكن أنى لهم ذلك قبل أن يؤمنوا بما آمن به هذا الغلام .. وانتهى هذا الحوار الواقعي الحقيقي من الشبل البطل الذي لم يتجاوز الخامسة عشر من العمر .